السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصداقة علاقة مقدسة وجميلة .. نجد أصديق في وقت الضيق وفي وقت الفرح
يؤسفني كثير أن أجد أصدقاء مميزون ويضرب فيهم المثل ولكن سرعاً ما تنفك هذه الصداقة .. لذلك أحببت أن أطرح عليكم هذا الموضوع متمني للجميع دوام التوفيق [color:de79=#ff4040:de79]والنجاح ..
مفهوم الصداقة
الصداقة هي علاقة تتم في اطار كل ما يمكن ان نصفه " بالمتبادل " .. اي إطار من المعرفة المتبادلة الاحترام المتبادل والعاطفة المتبادلة والقبول المتبادل والولاء المتبادل .. ومفهوم التبادل هنا يكون من اجل صالح الطرف الآخر ومنفعته قبل منفعة النفس والبعد عن الذات .. ويسير مفهوم الصداقة في إطار هذا السلوك المتبادل من إسداء النصائح .. مشاركة الصعاب وأوقات المحنة .. فالصديق هو من يظهر رد الفعل الايجابي الفوري .. والصداقة أيضاً هي تبادل الثقة وتجنب فعل ما يؤذي الغير
قيم الصداقة
- إظهار التعاطف والعاطفة في أكثر صورها الايجابية.
- الرغبة الداخلية في تمنى الأفضل للطرف الآخر.
- الإخلاص في المواقف التي يصعب على الشخص العادي الإفصاح عن الحقيقة.
- الفهم المتبادل.
- الإحساس بالمشاعر العميقة من الطرف الآخر بدون التعبير وخاصة عند الاحتياج إلى المساعدة في وقت الأزمات.
فشل علاقة الصداقة
متى تسقط علاقة الأصدقاء وتنهار؟ .. وما أسباب هذا الانهيار؟ .. وهل يحدث هذا الفشل في العلاقة فجأة ام تدريجيا حيث توجد علامات تنبىء بهذا الانهيار؟
توجد إجابة قاطعة تجزم بفشل علاقة الصداقة .. لكن اغلب علاقات الصداقة تفشل لأحد هذه الأسباب
التغير .. الإهمال .. خيانة الثقة
التغير
التغير الذي يحدث لأحد طرفي العلاقة هو السبب الأعظم في انكسار علاقة الأصدقاء سواء أكان هذا التغيير للأفضل ام للأسوأ .. وعامل التغيير هنا ينقسم إلى شقين شق وجداني والشق الآخر عملي وملموس
فتحقيق احد طرفي هذه العلاقة لحلم يراوده قبل الآخر يسبب له الغيرة او الغضب ومن ثم فتور العلاقة وفشلها .. والأمثلة على ذلك كثيرة مثل زواج طرف قبل الآخر - الحصول على منصب وظيفي مرموق - الانغماس في علاقة رومانسية
وبما اننا بشر وطبيعتنا تقر بأن كل واحد منا بداخله حب الذات وتفضيلها على اي ذات أخرى خارجة عن نطاقها "حب ذات النفس أكثر من ذات الغير" فقد تظهر الغيرة التي دائما ما تتمثل في هذه العبارة " لماذا الغير وليس انا "
او ان يظهر الغضب من الطرف الآخر من انشغاله بعلاقة الحب الجديدة او بأعبائه الوظيفية وقلة الانشغال بالصديق .. فمفعول الصداقة يستمر مع الاهتمام والتواصل وعدم الابتعاد لفترات طويلة من الزمن
الإهمال
الإهمال المتمثل في عدم التواصل يقتل الصداقة .. فالصداقة مثل الأسماك التي تكون حركتها في المياه دائما بالاندفاع لأعلى وإلا ستموت فإذا لم تغذ ويصيبها الركود فسوف تنتهي وتموت
فأنت تعلم جيدا ظروف صديقك لكنك مشغول ولا تحتفل به حيث تخبر نفسك " صديقي متفهم لانشغالي هذا " لكنه على العكس مع عدم توجيه الاهتمام ينتج الضجر ثم الضيق .. وعندما نكون منشغلين فدائما ما يتجه تفكيرنا إلى من سيلتمس الأعذار لنا ممن نحبهم بالطبع ونعتقد بأن هذا شيء سهل .. لكن الصداقة ليست بالأمر الهين
انتبه إلى علامات الضجر التي تبدأ في الظهور على صديقك والتي تنبئ بإهمالك له : إذا بدأ في الشكوى وسواء أكنت أنت السبب ام الطرف الآخر فالشرخ سيبدأ .. والإهمال تكون بداياته عند الشعور بالاحتياج الشديد للطرف الآخر لكنه غائب عنك
الخيانة .. ( سم الصداقة )
آنت تثق في صديقك / صديقتك تقص له / لها كافة تفاصيل حياتك .. ثم تجده او تجدها تحكي هذه التفاصيل لطرف ثالث ورابع او لأكثر من هذا العدد بكثير .. وإذا كان الإهمال والتغير من أكثر الأسباب شيوعا في فشل علاقة الأصدقاء
فالخيانة مؤلمة لأن الإيذاء منها أقوى لان الصديق يعلم أدق أسرارك .. وليس الخيانة هي كشف الأسرار للغير وإنما أيضاً التخلي عن الصديق وقت الاحتياج والشدة .. وهذا يولد الخيانة المتبادلة حيث يقوم الطرف الآخر الذي تعرض لها بممارستها وهنا تأخذ صفة الانتقام ويكون فشل علاقة الصداقة في هذه المرحلة نهائيا ودون رجوع